صناعة السيارات في أمريكا لاقت تطوراً وتوسعاً كبيراُ مع مرور الأيام ولا سيّما أن أسماء الصانعات الأمريكية معروفة لدى الأغلبية العظمى، وهنا عند الحديث في هذا المجال لا بدّ من الاطلاع على تاريخ واحدة من أهم الشركات الأمريكية وهي "كرايسلر" التي بدأت مشوارها في عالم السيارات في عام 1914 تحت اسم "دودج" واستمرت بذلك حتى عام 1925.
قبل عام 1998 وتحديداً قبل أن تصبح كرايسلر اسماً مستقلاً بحدّ ذاته والتي استمرت كذلك حتى عام 2008، كانت الشركة تابعة لمجموعة دايملر الألمانية تحت اسم دايملر كرايسلر اج، وفي عام 2007 باعت المجموعة الألمانية 81% من حصتها في كرايسلر اج كأسهم لصالح شركة سيربيروس الأمريكية ومع ذلك لا زالت الشركة الألمانية دايملر تمتلك حصة 19.9% من الأسهم في كرايسلر.
وبعد ربح شركة سيربيروس الملكية الكاملة لشركة كرايسلر أو كرايسلر الجديدة، تمّ تصميم شعار جديد للشركة في أغسطس 2007 واطلقت الشركة موقع ويب علي الشبكة العنكبوتية وكذلك أصبح روبيرت نارديلي رئيس والمدير التنفيدي للشركة تحت ملكية Cerberus وأصبحت شركة كرايسلر الآن إحدى أكبر الشركات لصناعة السيارات في أمريكا الشمالية.
تاريخ شركة كرايسلر
تأسست شركة كرايسلر رسمياً في عام 1925 من قبل رجل الأعمال "والتر بي كرايسلر"، حيث استملت شركة ماكسويل إدارة أعمالها خاصة وأنها كانت تعاني من مشاكل إدارية ومالية، ما ساعد على إنقاذ كرايسلر وحلّ مشاكلها.
في عام 1924 أزاح كرايسلر الستار عن سيارة "زي أس بي" والتي حملت اسمه، كما تمّ تزويدها بمحرك سداسي الإسطوانات.
في عام 1925 تمّ نقل حقوق شركة ماكسويل للسيارات والتي كانت تساوي 400 مليون دولار إلى شركة كرايسلر الجديدة، لتحقق صافي أرباح بلغ 4 مليون دولار.
في عام 1926 طرحت كرايسلر سيارة موديل 4 فئة 58 وهي من أولى السيارات التي استخدمت فيها ماصات صدمات بإرتكازات مطاطية لتخفيف اهتزازات المحرك، كما أنها شاركت في سباق لومان للتحمّل، إضافة إلى ظهور اسم "أمبريال" للمرة الأولى بين طرازات الشركة الأمريكية الثلاثة.
في عام 1927 قدمت كرايسلر 4 طرازات جديدة، وأصبحت تحتلّ المركز الرابع بين صانعي السيارات في أمريكا.
في عام 1928 أطلقت كرايسلر ماركتي بليموث التابعة لقطاع السيارات الصغيرة ودي سوتو التي تمثّل قطاع السيارات متوسطة الحجم. كما تمّ شراء شركة "دودج إخوان" التي كانت بدايات ظهور علامة كرايسلر، إضافة إلى إنتاج سيارات بمحركات سداسية الأسطوانات.
في عام 1929 باعت الصانعة الأمريكية 80 ألف سيارة من دي سوتو وبعد سنة وشهرين باعت 100 وحدة منها، وبقي هذا الرقم صامداُ لمدة 30 سنة. كما أصبحت كرايسلر ثالث أكبر شركة أمريكية لصناعة السيارات بعد جنرال موتورز وفورد.
في عام 1931 زودت سيارتي كرايسلر 8 وامبريال بمحرك ثماني الاسطوانات، كما فازت إحدى سياراتها بسباق سبا 24 ساعة في بلجيكا.
في عام 1932 قدمت كرايسلر محركها الثوري "باور فلوتينغ" المزوّد بنابض ورقي مثبّت تحت علبة التروس ومحمّل مطاطي يفصل اهتزازات المحرك عن الهيكل القاعدي للسيارة.
في عام 1933 توقفت كرايسلر عن إنتاج سيارات بمحرك رباعي الأسطوانات، كما عزز موديل بليموث موقع في المرتبة الثالثة بين الماركات العالمية.
في عام 1934 أطلقت كرايسلر طراز "ايرفلو".
في عام 1935 تنحّى والتر كرايسلر عن رئاسة الشركة الأمريكية واستلم السيد كلير فرد زيدر مهام الإدارة.
في عام 1938 تراجع كبير في مبيعات السيارات بسبب الكساد في الولايات المتحدة.
في عام 1939 تولّى "راي ديتريش" التصميم الفني لسيارات الشركة، كما تمّ مّ المصابيح الأمامية إلى أغطية العجلات، وطرحت طرز جديدة منها: نيويوركر ووندسور وساراتوغا.
في عام 1941 تمّ إطلاق أول ستايشن واغن تحت اسم "تاون آند كنتري"، إضافة إلى ظهور أول شعرية مسننة في طرازات دي سوتو.
في عام 1942 حظيت سيارات كرايسلر بنقلة نوعية في تصاميمها.
في عام 1943 كرايسلر تنتج آليات حربية بسبب الحرب العالمية الثانية
في عام 1948 تجاوزت كرايسلر شركة فورد واحتلت المرتبة الثانية بين الشركات الأمريكية.
في عام 1950 حدوث إضراب استمر لمدة 104 يوم هزّ كيان كرايسلر.
في عام 1955 تولّت كرايسلر الريادة التصميمية بين الصانعين الأميركيين.
في عام 1957 بليموث تستعيد المرتية الثالثة في قائمة مبيعات السيارات الأميركية متجاوزة بويك واولدزموبيل.
في عام 1958 كرايسلر تشتري شركة سيمكا الفرنسية وتبدأ تسويق سياراتها في الولايات المتحدة.
في عام 1965 كرايسلر تطرح موديلات جديدة تشمل طرازات: "300 ال" ودودج "موناكو" و"كورونيت".
في عام 1967 لين تاونسند يصبح رئيساً لمجلس الإدارة وفيرجيل بويد رئيساً تنفيذياً، كما صادف إنتاج أقوى محركات العام وهو محرك "440 ماغنوم" الثماني الاسطوانات.
في عام 1970 كرايسلر تستورد من شريكتها اليابانية ميتسوبيشي سيارات وشاحنات ومن فرعها الأوروبي.
في عام 1975 جون ريكاردو يصبح رئيساً لمجلس إدارة الشركة ويوجين كافيرو يتولى منصب الرئيس التنفيذي.
عصر الأزمات في كرايسلر
في عام 1978 تعرضت كرايسلر لأزمة حادة جعلتها تبيع فرعها الأوروبي لشركة بيجو-ستروين، وتكلّف لي أياكوكا تولي إدارتها.
في عام 1980 افترضت كرايسلر مبلغ 1.5 مليار دولار من الحكومة لإنقاذها من الإفلاس، كما باعت فرع صانعتها البحرية.
في عام 1981 باعت كرايسلر قسم صناعاتها الدفاعية إلى شركة جنرال دايناميكس للتخفيف من متاعبها.
في عام 1982 كرايسلرتواصل تعديل تشكيلتها وتصغير احجامها مركزة على سيارات المنصة "ك" الناجحة.
في عام 1990 الحظ السيء يلاحق مبيعات السيارات في السوق الأميركية.
في عام 1991 كرايسلر تبيع أسهمها في ميتسوبيشي، وروبرت "بوب" لوتز يصبح رئيساً للشركة.
نهوض سيارات كرايسلر من جديد
استعادت الشركة الأمريكية قوتها في أواخر عام 1991 بفتح مركز التكنولوجيا الجديد الذي بلغت كلفته مليار دولار، كما افتتحت في العام اللاحق مصنع تجميع في ديترويت بكلفة 1.6 مليار دولار لإنتاج جيب جراند شيروكي.
شهد عام 1993 انتصار تصميمي جديد لكرايسلر مع ساسلة طرازات الـ"كاب فوروارد"، كما ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 14%، كما باعت كرايسلر لامبورغيني وفروعها لشركة ميزا- تك المحدودة.
ومن ثم أعلنت الشركة عن تحقيقها عن أعلى نسبة من الأرباح الصافية في تاريخها، حيث بلغت 3.7 مليار دولار من أصل 52.2 مليار من عائدات الشركة.
وسعت كرايسلر حضورها في اليابان مع توزيع استثماراتها بمبلغ 100 مليون دولار في عام 1995، كما اعلنت عن بناء مصنع لها في الأرجنتين.
أما في عام 1996 تمّ تعيين روبرت آيتون رئيساً لمجلس إدارة كرايسلر والذي دشن مقر الشركة الجديد في اوبورن هيلز بضواحي ديترويت، كما كشفت النقاب عن أول سيارة رياضية بمقعدين وهي بليموث "براولر"، فضلاً عن أنها بدأت ببناء متحفها الخاص.
عام 1997 وسعت الشركة نشاطاتها وفتحت مكتباً رئيسياً في سنغافورة لمنطقة آسيا وحوض المحيط الهادئ، كما نشطت حركتها في أبحاث تكنولوجيا الخلايا الوقودية.
ومن ثم في عام 1998 تمّ إعلان اتفاق اندماج بين شركة كرايسلر ومجموعة دايملر بنز صانعة سيارات مرسيدس بنز. الشركة الجديدة العملاقة تصبح "دايملر كرايسلر"، وخلال اقل من سنتين تمّ إلغاء ماركة بليموث.